Tue Jul 27 2021

كيفية الوقاية من فيروس إلتهاب الكبد

التهاب الكبد B //هو عدوى كبدية يمكن أن تهدد حياة المصاب بها، وهي ناجمة عن الفيروس المسبب لهذا الالتهاب. ويمثل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية رئيسية. ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة ويزيد خطر تعرض الناس للوفاة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد . وهناك لقاح مأمون وناجع يقي من العدوى بالتهاب الكبد B بنسبة 98-100%. وتحول الوقاية من العدوى بالتهاب الكبد B دون الإصابة بمضاعفات المرض التي تشمل الإصابة بأمراض مزمنة وسرطان الكبد.

انتقال العدوى// في المناطق التي يستوطنها المرض بشدة، تنتقل العدوى بالتهاب الكبد B في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل عند الولادة (انتقال العدوى في الفترة المحيطة بالولادة) أو عن طريق الانتقال الأفقي للعدوى (التعرض لدم ملوَّث)، ولا سيما من طفل مصاب بالعدوى إلى طفل غير مصاب بها خلال أول خمس سنوات من العمر. والإصابة بالعدوى المزمنة شائعة جداً لدى الرضع المصابين بالعدوى عن طريق أمهاتهم أو قبل بلوغ سن الخامسة; كما ينتشر التهاب الكبد B بسبب الإصابات الناجمة عن إبر الحقن، والوشم، وثقب الجلد، والتعرض للدم المُلَوَّث وسوائل الجسم الأخرى مثل اللعاب والسوائل الحيضية والمهبلية والمنوية; وقد تنتقل العدوى بالفيروس أيضاً عن طريق إعادة استخدام الإبر والمحاقن أو الأدوات الحادة الملوثة في سياقات الرعاية الصحية أو السياقات المجتمعية أو لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن. وقد تحدث الإصابة بالعدوى خلال العمليات الطبية والجراحية والعمليات الخاصة بطب الأسنان أو عن طريق الوشم أو استخدام أمواس الحلاقة وما يشابهها من أدوات ملطخة بالدم الملوَّث ; إضافة إلى ذلك، قد تحدث الإصابة بالتهاب الكبد B بالانتقال الجنسي، لا سيما بين الأشخاص غير المطعّمين الذين يعاشرون أشخاصاً متعددين وتؤدي العدوى بالتهاب الكبد B المكتسبة بعد البلوغ إلى الإصابة بالتهاب الكبد المزمن في أقل من 50% من الحالات، فيما تؤدي العدوى في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة إلى الإصابة بالتهاب الكبد المزمن في 95% من الحالات. ويمكن أن يبقى فيروس التهاب الكبد B على قيد الحياة خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل. وقد يظل خلال هذه الفترة يسبب العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح. وفترة حضانة فيروس التهاب الكبد B هي 75 يوماً في المتوسط لكنها قد تتراوح بين 30 يوماً و180 يوماً. ويمكن الكشف عن الفيروس في غضون فترة تتراوح بين 30 يوماً و60 يوماً بعد الإصابة بالعدوى وبمقدور الفيروس الاستمرار والتحول إلى التهاب الكبد B المزمن، خصوصاً إذا انتقل للشخص أثناء مرحلة الرضاعة أو الطفولة.

الأعراض // لا تظهر أي أعراض على معظم الناس عند إصابتهم حديثاً بالعدوى. ومع ذلك، يُصاب بعض الأشخاص باعتلال حاد وتظهر عليهم أعراض تدوم عدة أسابيع وتشمل اصفرار البشرة والعيون (اليرقان)، والبول الداكن، والإجهاد الشديد، والغثيان، والقيء، وآلام البطن. ويمكن لمجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص المعانين من التهاب الكبد الحاد أن تُصاب بفشل كبدي حاد قد يسبب الوفاة : وقد يسبب فيروس التهاب الكبد B أيضاً لدى بعض الأشخاص الإصابة بالتهاب كبدي مزمن يمكن أن يتحوّل لاحقاً إلى تليف الكبد (تندب الكبد) أو إلى سرطان الكبد : من المعرضون لخطر الإصابة بمرض مزمن ، يعتمد احتمال تحوّل العدوى إلى حالة مرضية مزمنة على عمر الشخص المصاب بها. والأطفال دون سن السادسة الذين يصابون بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B هم على الأرجح الأكثر عرضة للإصابة بحالة مرضية مزمنة لدى الرضع والأطفال ويعاني ما بين 80 و90% من الرضع المصابين بالعدوى في أول سنة من العمر من حالة مرضية مزمنة ; كما يعاني ما بين 30 و50% من الأطفال المصابين بالعدوى قبل سن السادسة من حالة مرضية لدى البالغين ; ويعاني أقل من 5% من الأشخاص المتمتعين بصحة جيدة الذين يصابون بالعدوى في مرحلة البلوغ من حالة مرضية مزمنة ;ايضاً يعاني ما بين 20 و30% من البالغين المصابين بحالة مرضية مزمنة من تليف الكبد و/أو سرطان الكبد. عدوى فيروس التهاب الكبد B المصاحبة لعدوى فيروس العوز المناعي البشري ،/حوالي 1% من المصابين بعدوى بفيروس التهاب الكبد B (2.7 مليون شخص) مصابون أيضاً بعدوى فيروس العوز المناعي البشري. وفي المقابل، تبلغ معدلات انتشار الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد B على الصعيد العالمي لدى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري 7.4%.

....التشخيص// لا يمكن التمييز سريرياً بين التهاب الكبد B والتهاب الكبد الناجم عن عوامل فيروسية أخرى، لذلك من الضروري تأكيد التشخيص مختبرياً. ويتوافر عدد من اختبارات الدم لتشخيص التهاب الكبد B لدى المصابين به ورصدهم. ويمكن استخدام هذه الاختبارات للتمييز بين الحالات المرضية الحادة والمزمنة .ويركز التشخيص المختبري لعدوى فيروس التهاب الكبد B على الكشف عن المستضد السطحي لهذا الالتهاب (المستضد HBsAg). وتوصي المنظمة بإجراء اختبار الكشف عن التهاب الكبد B في كل كميات الدم المتبرع بها لضمان مأمونية الدم وتفادي الانتقال العرضي للعدوى إلى متلقي منتجات الدم: تتميز العدوى الحادة بفيروس التهاب الكبد B بوجود المستضد HBsAg والغلوبولين المناعي M المكوّن من أضداد المستضد الأساسي (المستضد HBcAg). وخلال المرحلة الأولية من العدوى يكون لدى المرضى أيضاً مصل إيجابي للمستضد e لالتهاب الكبدB ;(المستضد HBeAg). وهذا المستضد هو عادة واسمة لارتفاع مستويات تنسخ الفيروس. ويشير وجود المستضد المذكور إلى أن دم المصابين بالعدوى وسوائل أجسامهم شديدة العدوى; تتسم العدوى المزمنة باستمرار وجود المستضد HBsAg لمدة لا تقل عن ستة أشهر (بالتزامن مع وجود المستضد HBeAg أو بدونه). ويُعتبر استمرار وجود المستضد HBsAg الواسمة الرئيسية لخطر الإصابة بمرض الكبد المزمن وسرطان الكبد (تسرطن الخلايا الكبدية) في مرحلة لاحقة .

العلاج // لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد B الحاد. ولذلك، ترمي الرعاية إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن تغذوي مناسب، بما يشمل التعويض عن السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال. والجانب الأهم هو تحاشي إعطاء أدوية بلا داعٍ. وينبغي تفادي إعطاء المرضى الدواء المركب أسيتامينوفين/باراسيتامول والأدوية المضادة للقي : ويمكن علاج العدوى بالتهاب الكبد B المزمن بالأدوية، بما فيها الأدوية الفموية المضادة للفيروسات. وبمقدور العلاج أن يبطئ تفاقم تليف الكبد ويحد من معدلات الإصابة بسرطان الكبد ويعزز بقاء المريض على قيد الحياة لأجل طويل. وتقدّر المنظمة أن العلاج لازم لنسبة تتراوح بين 12% و25% فقط من المصابين بالتهاب الكبد B المزمن (حسب السياق ومعايير الأهلية).; وتوصي المنظمة باستخدام العلاج الفموي بدواء تينوفوفير أو دواء إنتيكافير، باعتبارهما أكثر الأدوية فاعليةً للقضاء على فيروس التهاب الكبد B ونادراً ما يؤدي هذان العلاجان إلى ظهور مقاومة للأدوية مقارنة بأدوية أخرى. ويتسم كلاهما بسهولة تناولهما (قرص واحد في اليوم) وينطويان على آثار جانبية قليلة ويحتاجان بالتالي إلى مراقبة محدودة فقط . ويؤدي العلاج لدى معظم الأشخاص إلى كبح تنسخ الفيروس، وإن كان لا يشفي من التهاب الكبد B. ولذلك، يتعين على معظم الأشخاص الذين يباشرون العلاج المضاد لالتهاب الكبد B أن يواصلوا تناوله طوال حياتهم:. وما زالت فرص الوصول إلى تشخيص التهاب الكبد B وعلاجه محدودة في العديد من السياقات ذات الموارد الشحيحة.

الوقاية // يعدّ اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B ركيزة الوقاية من هذا المرض. وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن يتلقى جميع الرضع جرعة من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B في أسرع وقت ممكن بعد الولادة، ويفضَّل أن تُعطى هذه الجرعة في غضون 24 ساعة، ثم جرعتين أو ثلاث جرعات من اللقاح على أن تفصل بين هذه الجرعات أربعة أسابيع على الأقل لإكمال سلسلة التطعيم. فإعطاء جرعة عند الولادة في الوقت المناسب هو تدبير فعال للحد من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل ; وتدوم الوقاية المكتسبة لفترة لا تقل عن 20 عاماً وتستمر طيلة العمر على الأرجح. ولذا، لا توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء جرعات معززة من اللقاح للأشخاص الذين استكملوا جدول التطعيم ثلاثي الجرعات : وينبغي أن يتلقى اللقاح جميع الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة ولم يسبق تطعيمهم، إذا كانوا يعيشون في بلدان تسجل معدلات منخفضة أو متوسطة لتوطن المرض. ويُحتمل في تلك السياقات أن يُصاب بالعدوى عدد أكبر من الأشخاص المنتمين إلى الفئات الشديدة التعرض لخطر الإصابة بالعدوى، وينبغي تطعيمها أيضاً. وتشمل هذه الفئات من يلي (- الأشخاص المحتاجون إلى الدم أو منتجاته بشكل متكرر -المرضى الخاضعون لعمليات غسل الكلى والخاضعون لعمليات زرع الأعضاء الصبة- السجناء- متعاطو المخدرات بالحقن- مخالطو المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B المزمن في إطار العلاقات الأسرية والجنسية- الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع شركاء متعددين- العاملون في مجال الرعاية الصحية وسواهم ممن قد يتعرضون للدم ومنتجاته أثناء أداء عملهم - المسافرون الذين لم يستكملوا سلسلة جرعات اللقاح المضاد لفيروس التهاب الكبد B وينبغي أن يُوَفَّر لهم اللقاح لتطعيمهم قبل أن يسافروا إلى المناطق التي يستوطنها المرض). وقد سجل اللقاح نتائج ممتازة من حيث المأمونية والنجاعة وانخفضت نسبة الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B المزمن إلى أقل بقليل من 1% في عام 2019 بعد أن كانت تناهز نسبتهم 5% في حقبة ما قبل اللقاح التي تمتد من الثمانينات إلى أوائل القرن الحادي والعشرين. وبالإضافة إلى تطعيم الرضع، بما يشمل إعطاء جرعة عند الولادة في الوقت المناسب، توصي المنظمة باستخدام العلاج الوقائي بمضادات الفيروسات من أجل الوقاية من انتقال العدوى بالتهاب الكبد B من الأم إلى الطفل. والنساء الحوامل اللواتي تسجَّل لديهن مستويات عالية للحمض النووي (الدنا) لفيروس التهاب الكبدB (الحمل الفيروسي) و/أو يثبت لديهن وجود المستضد e لالتهاب الكبدB (المستضد HBeAg) هن معرضات لخطر نقل الفيروس إلى أطفالهن بنسبة عالية حتى لدى الرضع الذين يتلقون الجرعة اللقاحية عند الولادة في الوقت المناسب والسلسلة الكاملة لجرعات اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B. ومن هذا المنطلق، يمكن أن تكون النساء الحوامل اللواتي تسجَّل لديهن مستويات عالية للحمض النووي (الدنا) لفيروس التهاب الكبد B مؤهلات للحصول على العلاج الوقائي بمضادات الفيروسات أثناء الحمل للوقاية من انتقال العدوى بفيروس التهاب الكبد B في الفترة المحيطة بالولادة وحماية مواليدهن من الإصابة بالمرض: وفضلاً عن تطعيم الرضع والوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل، يمكن الوقاية من انتقال العدوى بفيروس التهاب الكبد B بفضل تنفيذ استراتيجيات لضمان مأمونية الدم تشمل ضمان جودة فحص جميع كميات الدم ومكوناته المتبَرَّع بها لأغراض نقل الدم. وقد خضع 97% من كميات الدم المتَبَرَّع بها للفحص وتسنى ضمان جودتها على مستوى العالم في عام 2013، ولكن لا تزال توجد ثغرات في هذا المضمار. ويمكن أن تشكل ممارسات الحقن المأمونة بالاستغناء عن ممارسات الحقن غير الضرورية وغير المأمونة استراتيجيات فعالة للحماية من انتقال العدوى بفيروس التهاب الكبد B. وقد انخفضت نسبة ممارسات الحقن غير المأمونة من 39% في عام 2000 إلى 5% في عام 2010 على مستوى العالم. وعلاوة على ذلك، تسهم الممارسات الجنسية الأكثر مأمونية، بما في ذلك ممارسة الجنس مع أدنى عدد من الشركاء واستخدام وسائل وقائية عازلة (العوازل)، في الوقاية من انتقال العدوى ...وقانا الله وإياكم من كل مكروه ....المصدر // منظمة الصحة العالمية




    حمل التطبيق الان

    hakeem-app