Wed Oct 19 2022

ليس كل ألم في الخاصرة مصدره الكلى

ليس كل ألم في الخاصرة مصدره الكلية !!!

من الشكاوي الشائعة للمرضى المراجعين لعيادات المسالك البولية هو ألم الخاصرة او ألم جانب البطن حيث يأتي المريض ويقول : عندي الكلى ...او كليتي بتوجعني أو جنبي يوجعني ...! 

بسبب أن ألم الكلية يشعر به المريض في الخاصرة او في الجزء الجانبي الوسطي من الظهر فإن المريض في بلادنا يصف أي ألم في هذه المنطقة بأنه ألم كلوي ....وهذا مفهوم خاطيء ؟

صحيح أن بعض أمراض الكلية مثل التهاب الكلية والحويضة الحاد والحصوات الكلوية واستسقاء الكلية ...الخ تسبب ألم في الخاصرة أو في جانب البطن او في الجزء الجانبي الوسطي من الظهر ، لكن ليس كل ألم في هذه المنطقة هو من مصدر كلوي . في الحقيقة أغلب الآلام في هذه المنطقة يكون من مصدر غير كلوي مثل القولون (التهاب قولون ... رتوج قولونية ...طفيليات معوية ...قولون عصبي أو متلازمة القولون المتهيج ...أورام ) ...التهاب جذور الأعصاب ..أمراض العمود الفقري المختلفة (انفتاق النواة اللبية المعروف بالانزلاق الغضروفي انزلاق الفقرات وتنكس الفقرات والمناقير العظمية للفقرات ) وأيضا تشنج عضلات الظهر ( ألم القطن أو المشهور في بلادنا العصبة ).

ايضا التهاب اسفل غشاء الجنب ( للتجويف الصدري) وذات الرئة السفلية ) تسبب آلام في هذه المنطقة .

قد يلتبس أيضا ألم الحصوات المرارية والتهاب المرارة بالألم الكلوي وان كان ألم المرارة يتوضع في أعلى الجانب الأيمن من البطن وينتشر إلى اللوح الكتفي ، كما أن التهاب الزائدة التي تتوضع خلف تجويف البطن وفيها سوء توضع تشريحي للأعلى يسبب ألم في الخاصرة اليمنى .

هناك حالات جاءت إلى عيادتي تشكوا من آلام حادة في الخاصرة مع ارتفاع حمى شديدة بعضها تم احالتها إلي العيادة على إنها التهاب كلية وحويضة حاد ومنهم من أخذ علاجات لذلك ولم يستجب لها وقد تبين أن لديها ملاريا حادة مثبت بالفحص الميكروسكوبي .

كما أنه في السنتين الأخيرتين وأثناء وباء كورونا جاءت حالات تشكو من آلام حادة في الخاصرتين مع حمى وعرواء تشبه التهاب الكلية والحويضة الحاد لكن ما يفرقها عن ذلك هو أنها عادة في الجانبين ومترافقة مع أعراض تنفسية مختلفة الدرجة كما أن زراعة البول سلبي . 

أيضا ما لاحظته أن بعض حالات ألم الخاصرة والظهر كان بسبب ارتفاع حمض البول في الدم ( داء النقرس ) .

إذا مما سبق نلاحظ أن أسباب آلام الخاصرتين عديدة ولا يتوقف الأمر على السبب الكلوي وحده . وهذا يتطلب أخذ تفاصيل ومعلومات كثيرة من المريض عن الألم وصفاته وتوضعه وانتشاره وتوقيته وعلاقته بالحركة أو الراحة أو التنفس وما هي الأعراض المصاحبة من حمى وعرواء وآلام مفصلية وأعراض بولية من حرقة وتكرر البول أو البيلة الدموية أو أعراض هضمية مثل الغثيان والإقياء وعسر هضم والإسهال والإمساك وهل تزول الأعراض بإفراغ الأمعاء وهل تزداد بعد تناول أغذية معينة ...

أيضا يسأل المريض عن الأعراض التنفسية من سعال وصعوبة تنفس وعن أعراض عصبية مصاحبة مثل تحدد حركة العمود الفقري أو آلام أو تخدير ونمل في الطرفين السفليين...

ثم يأتي بعد ذلك الفحص السريري الدقيق من قبل الطبيب والذي من خلاله تتكون لدى الطبيب فكرة مبدئية عن مصدر الألم .

وبعد ذلك يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات الشعاعية والمخبرية الضرورية التي تساعد على الوصول إلى التشخيص الدقيق للحالة وعلى ضوئه تتم معالجة الحالة من قبل جراح الكلية والمسالك البولية اذا كان الألم مصدره الكلية، أو إحالتها إلى الطبيب المختص ( جهاز هضمي ...جهاز عصبي ..الخ ) اذا تبين وجود سبب غير كلوي للألم .

الدكتور / محمد فارع الشلالي

 




    حمل التطبيق الان

    hakeem-app